Scroll to top

غسان مطر

لم تنته الدرب التي حملت هتافك

ولم تحجبك اللجج البعيدة ،

والمسافة بيننا وهم

وظلمتها سراب

اليوم تفتتح فجر العمر ،

حين يسافر الشعراء لا نبكي

لأن العمر يبدأ حين نحسب

أن فجر العمر غاب

وستولد مع التماعة كل شمس ،

تولد من الاساطير التي روت

البداية والنهاية ،

تولد من الربيع ومن أهازيج الشتاء ،

من النجوم تهب ّ ليلا” حاملات روعة الرؤيا

تطرّز كل نافذة

وتغمر كل باب

ونعود نجلس في المكان وفي الزمان

وزادنا الاخبار والأسرار

والنار التي تحيي الحروف

وليس يطفئها الغياب

يهبّ فوق مضاجع العشّاق

هم رسل الكتابة فوق خدّ الضوء ،

هم مطر الغواية في أناشيد الضباب

من قبل آدم أدمن الشعراء خمر الحبّ

لكن حللوه ،

وعلموا حواء سرّ الكأس

فامتلأت رحاب الارض اطفالا”،

وأعلنت الطهارة مجدها القدّوس ،

واكتملت أن جيل البشارة ،

وانتشت أمم

من الترحال في ذاك الشراب

لم يولد الشعراء من علق

لكي يفنوا كباقي الناس

بل ولدوا من الألق المنور في بهاء الله ،

واشتعلوا ، فدونت الجهات عبورهم ،

كتبوا نبوءات يردّدها الزمان

وطهروا مدن العذاب من العذاب .

يا صاحبي تمهل ،

سورة الشعراء

لا تقفلوا باب الغياب

فلي وراء الباب أسماء وأخبار

وأسرار ونار ليس يطفئها الغياب

والجالسون هناك ينتظرون أن آتي

لنتلو سورة الشعراء ،

نحفظها ،

ونفصل بين من هاموا وضلّوا

او أحبوا الله وانتظروا جنائنه

كما وعد الكتاب

ولسوف آتي حاملا” ولهي وقلبي

رافضا” أن يسدل الحبر النبيل

ستار صمت الليل

فوق حدائق الشعراء

فالشعراء ليسوا من تراب

كي يعودوا للتراب

هم خالقو مدن الرياح

وأغنيات الشمس

هم شركاء في وجع النسيم