Scroll to top

كَتَب في رحيلهم

إلى سعيد عقل

النهر انحنى النهر الواقف، انحنى عمود الشعر ثم استلقى وتمدّد. كان يسقي الغمام والآن دور البساتين. نهر الكلام المتدفق الأنيق، مهندس الطريق إلى اللغة وإلى المعنى. هبطت المخيّلة العالية حيث كانت تستكشف الجغرافيا الخفية للغة وتصل إلى المبتكر من العبارات والجمل والإيقاعات. هدأت يد الإضافة التي ظلت تضيء لأنها الإضافة. بقي قديماً وحديثاً لأنه اصطفى
[....]

شو بحبّها

عَبْدِ الْحَمِيدِ الِـ قَالْ مِشْتَقْلِكِ كْتيرْ عَم يِرْسمِك كِلْ لَيْلِه بْيِرْسْمِكْ وْبِينَيّمك حَدّو وْبِيفيقْ تا يِحْكيلنا عَنّكْ * * * اللَّه مَعِكْ.. بَكّيرْ! كانْ فِيكِي تِسْهَرِي وِنْوَصّلِكْ بْيِصْعَبْ عْلينا كْتيرْ ما تْجاوْبي لمّا مْنِنْدَهْلِكْ أديبه، إمّها لسميّة بعلبكي بلسان سميّه مِتْلِ الْكَإنّي شايْفِتْها بِالْمَنامْ بِتْعِدّهُنْ، بِتْغَطّـيُـنْ بْتِحْديلْهُنْ وِبْتِرْقِيُنْ وْبِتْخافْ إنّنْ يُنْقَصُوا بِتْزيدْهُنْ وِبْتِفْتَح بْوابِ الْنّعَسْ
[....]

شوقي حمزة أغلق الحياة ومشى

هذا الرجل ينام. تعب ونام. ضحك على الليل، فعلّق في زنده النهار وراح يسهر حتى رشح أنس وسال زمان طيب وكثر من حوله الاصدقاء. هذا الرجل ينام. اقترب منه على رؤوس الكلمات. دعه يفرح بسكونه، ذلك اليقظ المنتبه حتى لكأنه حارس الندامى، يجمعهم ثم يديرهم ثم يدير عليهم زيتا يفرك فيه على قلوبهم، ويدير عليهم
[....]

إلى والدي أبو غازي

ايها الشرطي الجميل يعز علي ان احدثكم عنه ولا يسمعني ، وقد كان مستمعا جيداً لما أكتب وأقول. مستمعا مخيفا كأنه بالسليقة ناقد عادل وشجاع. وكنت أحب كثيراً وأتمنى أن يستمع إليّ وأنا أحيله الى الكلام. أرتب صفاته كأنني أرويه كما تروى سير الرجال الذين يشبهون الكتب. أقلب صفحاته الكثيرة، أقرأ وأحدّق في الصور .
[....]

إلى إيليا ابو شديد

أقف عندك يا إيليا أقف بين يديك وأحيل عليك آية التراب: ويلّي بيجي بيقول للي غاب هــ الدني ورشة وترابها كمشة في تراب باقي تراب وتراب عم يمشي إلى أين يمشي التراب يا إيليا. كيف يمشي التراب؟ بالشعر تمد يدك الى الأسرار. بالشعر تتقي النثر وترمي نبالك ذكية في الهواء، في الصوت وفي اللغة، بالشعر
[....]

إلى ممدوح عدوان

في رثاء ممدوح عدوان لم أكن أظن أن كأسه تفرغ. لم أكن أظن أن ضحكته تنوص. لم أكن أظن أن قلمه وحبره وأوراقه ستصير سكوناً. كأنها ثياب للماضي وللرجل الذي لم يهدأ يوماً إلا ليقفر من جديد. وكانت بيروت تمسح على تعبه وتداوي جسده المنهك. وكنا ننتظره ليأتي للعلاج وليأتي للشعر وللأصدقاء يلتفون حوله ويرفعون
[....]

إلى نزار قباني

كأنه الوشم الجميل وهو ذاهب الى ظلامه المديد، او الى ضيائه المديد، يحمل نزار قباني سكوته الكامل لآخر قصيدة يلوح بها للناس الذين ينظرون إليه وكأنه العلامة، كأنه الوشم الجميل في الذراع العارية للوجدان العربي. كان يجب أن يسبقه الجواهري الكبير لتبدو الخسارة أوضح، كأن الزمان الشعري الذي هو بقامة قرن كامل، يصاب بالأيام، بشفرة
[....]

إلى جورج يمين

لا تكتب بالعلم عن جورج يمّين، تدبر لك ريشة أو غزارة أو فرشاة، ثم غطّ الريشة في النسيم وغطّ الغزارة في النهر والفرشاة في الغروب، وحاول أن ترسمه رسماً أو تشير إليه إشارة، ذلك لأن جورج يمين يهلّ ولا يأتي، يغيب ولا يروح، وهو يليق به الانتباه كأن مرّت نسمة، أو خطرت جملة أو لمع
[....]

إلى شريف الاخوي

وصل السيد حسين الأخوي الى صور، قال الراوي، وقف على مرتفع وصوب نحو البحر تعبه وعينيه، فرأى ما بين البحر وعينيه. ورأى ما لا يرى. يقول الراوي أن الناس كانوا بين السيد حسين وبين البحر. وكانوا مرضى ومتعبين. لم يهتم السيد حسين للبحر وانحنى على التراب. أخذ عشباً وزهراً من الأرض وقطف ثمراً من بساتين
[....]

إلى أنسي الحاج

كي تنفعني الذكرى عزيزي أنسي، الحمامة البيضاء التي ألفتها بجناحين من شعر وشعر. الحمامة البيضاء التي أطلقتها في التيه نحو الظنون، تاهت ، ولما تأخرت في العودة حاملة جواب الأسئلة ، سبقتها يا أنسي. ولما وصلت الى حيث لا تستقر الظنون استعدت عليك. سمعت رائحتك ولغتك وعادت منك اليك. سمعت دعائك وانت ترتل باسم «العضرا»
[....]