Scroll to top

أنا مع النظام الملكي

أظن ان الديمقراطية لباس لا يناسب كل الناس. يفترض أن نبذل جهداً لنستحق لناس الديمقراطية. ولو حصل ذلك ستظل الديمقراطية ناقصة، لأنها قد تعني التسابق الذي يستفز كل القوى. قد ينتخب القطعي جزاراً، وهذا لا يكفي. وقد يوظف المتمول أرصدته لإقامة الحملة الإعلامية متجاوزاً منافسيه. تضطرب العلاقة بين الناس في حال العمل الديمقراطي ولا تستقيم الا في حالة واحدة ان يكون كل فرد ديمقراطياً، بالمعنى الشخصي للكلام، ساعتئذ قد أفهم شيئا عما يسمونه ديمقراطية. خلاف ذلك انه سباق محموم يشبه سباق الديوك حتى لا أقول عن سباق آخر.
أنا شخصياً مع النظام الملكي حيث تستقر السلطة بين ايدي الملك العادل، المثقف، الملك غير الدستوري، الملك مطلق الصلاحية والشعر. وقد شهدت الدنيا ملوكاً من هذا النوع. أقاموا حضارة البشر، ولا مجال لتعداد أسمائهم، لأن أسماء الأنظمة التي تدعي الديمقراطية ملوك خسروا اسمهم الحقيقي. انهم “بروبفندا” إعلامية إعلانية تستر وتظهر، تستر الحقيقة وتظهر النسخة الفاسدة.
في الانتخابات يظن البعض ان الديمقراطية هي لعبة ملائكة لكل مساحته وقوته وحضوره، ولكن الأمر غير هذا الكلام. في الانتخابات يكسب الاشطر ويكسب الأقوى ماديا ومعنويا. تكسب “الماكينة” المنظمة، تكسب الاتصالات، تكسب المعرفة، ولكها أدوات ليست في مقدور كل الناس.
لماذا نحب دائماً ان نكذب؟ انني أرى احزاباً من “عتات” المناضلين ظلوا نصف قرن يتكلمون على ديمقراطية النظام الحاكم وينتقدونهما ثم يقولون الآن انهم لم يكونوا ديمقراطيين في احزابهم. كيف تستمر كذبة أكثر من نصف قرن، وما زالت الى الأمام؟ لا أستطيع ان أنظم افكاري جيداً وأنا أجيب عن هذا السؤال. كان في مقدوري ان الطش مقطعاً من مئات الكتب التي تحدثت عن الديمقراطية، ولكنني اخترت ان اواجه السؤال كما اراه بصرياً، كما احسه بالمجاورة، كما أقرأ نتائجه الباهرة، نحن شعب لا ديمقراطي، قانوننا ديمقراطي، نحتال على القانون حتى لا نصير ديمقراطيين.
أن الناس ملكيون، وعندما أقول هذا الكلام قد يعتبون علي، لأنهم يظنون بأن الملك شخص قليل. وأقول بكل أثم ان الشعوب التي خسرت شخص الزعيم ولباس الملك الأنيق شعوب بائسة تفتش عن ملكها في الرياضة والفنون. اريد ملكاً كرونالدو، ينتزع تاجه في الملعب.