Scroll to top

يا فخامة الرئيس

لم أكن أرغب في تجاوز المقامات جميعها لأصل فورا الى مقامكم. ولا حاولت ان اعرض مشكلتي على احد قبلكم بسرعة انتبهت الى انك يا فخامة الرئيس الوحيد، المقام الوحيد، الذي يحب ان توجه اليه بالسؤال.
لماذا؟
القضية في غاية البساطة. وليتسع صدر فخامتكم، او صدر من ينوب عنكم، في قراءة الرسائل وتلخيصها. ليتسع صدركم. اعرف بأنني اتجاوز الى فخامتكم صفاً طويلاً عريضاً من الكلام المطيع، واخاف ان يمسك برسالتي أحد، ان يمد احد يده الى الكلام المغاير. لذلك أطلق رسالتي فوق الصفوف الطويلة العريضة كغزالة من لعب انيق.
مشكلتي يا فخامة الرئيس لا يفتي فيها شرعياً لأنها ليست دينية، والا لكان سهل الأمر كثيراً.
وهي ليست سياسية والا لكان الامر صار يسيراً ايضاً. وهي ليست وطنية بطبيعة الحال، والا لكانت المسألة في غاية البساطة. مشكلتي يا فخامة الرئيس اخطر بكثير وانت وحدك مرمى السؤال النشيط.
انتهت متأخراً يا فخامة الرئيس الى أنني شخص جمهوري. وانتبهت الى ان مشكلتي جمهورية. فتشت في أوراقي التي تثبت وجودي على هذا الكوكب. فوجدتها جميعها تبدأ بعبارة، الجمهورية اللبنانية، مكتوبة بخط جميل. الهوية، اخراج القيد، وصل الماء والكهرباء سند الايجار الخ…
لذلك لم اجد غير رئيس الجمهورية احداً ملزماً بالإجابة عن سؤالي وملزماً بالتعاطي مع مشكلتي. فالمقامات الأخرى ليست مرتبطة بكلمة الجمهورية لأننا نقول رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب. ووزير في الحكومة. ومدير عام في التربية.
كلمة الجمهورية لا ترد الا عندما يرد الكلام عن الرئيس.
ربما هنا، عند هذا المقطع، ضاق صدر قارئ الرسالة لأنه لم يعرف بعد المشكلة التي من اجلها كانت الرسالة. لا تسامحه يا فخامة الرئيس ان حذف مقطعاً او بلع عبارة او خطأ في النحو والصرف. ان الذين يحيطون برئيس الجمهورية يجب ان لا يخطئوا في النحو والصرف خصوصاً في الصرف يا فخامة الرئيس.
حفر جيراننا من آل العطار بئراً بسرعة. حفروا تحت البناية واستلوا ماء غزيراً طيباً. وزع جيراننا بنو العطار الماء على الناس العطاش فأنعشوا قلوبهم. صحيح انهم باعوا الناس الماء. لكنهم سحبوه وباعوه. ونظراً لقرب البئر من “العبارات” التي ركبتها الجمهورية اللبنانية، للبناية. طلب بنو العطار ان يصير سكان البناية مشتركين في مؤسستهم المائية. ببدل شهري…
الحقيقة يا فخامة الرئيس انني رفضت ان اصير مواطناً في دولة بني العطار. ورفضت ان يصل الماء الى وجهي عن طريق بني العطار ورفضت ان استبدل إيصال الماء الجمهوري بسواه. ويجب ان اعترف لك يا فخامة الرئيس بأنني عنيد وعندما أريد ماء جمهورياً لا اعود ارغب في سواه.
ثم عاد بنو العطار “وزركوني” قالوا كهرباء. وتشتركون في مؤسسة كهربائية مائية. ولم اقبل حتى انهم يقولون في ما بينهم بأن “فلاناً زق عقلو”، عن الداعي كانت هذه الرسالة.
قد ينشئون أيضاً يا فخامة الرئيس سيارات للنقل المشترك لشعب البناية، واظن بأنهم يفكرون في مهبط لطائرات الهليكوبتر في “البورة” المجاورة.
لا تعتمد على صمودي يا فخامة الرئيس. التمس منك جواباً سريعاً هل اشترك في دولة بني العطار ام انتظر الجمهورية العائدة.
ولا أستطيع الصبر طويلاً فأنا بالكاد يا فخامة الرئيس أستطيع ان اهدئ موسى وهبه أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية، وهو “ينق” طول النهار ويطالب الجمهورية بدفع الدين الذي له بذمتها عن فروقات الرواتب.
وأن أخطر ما في الامر يا فخامة الرئيس، أنني عندما أحدث الأصدقاء عن الوضع الذي عرضته، يردون بكلمة واحدة، جميعهن، “نيّالك” فالكل موافق على دولة بنى العطار وعلى دول بني العطار الا انا، واظن يا فخامة الرئيس بأنك كذلك. فهل ترد على السؤال؟