Scroll to top

لعب على شاطئ الخطر المتوسط

أخاف أن يُغمى عليّ من الضحك عندما اكتشف ان احداً ما يفترض انني ما زلت في لبنان، ويسألني على هذا الأساس مستفسراً عن الأسباب التي ما زالت تدفعني للبقاء.
يا صديقتي، كنت افترض انك تعرفين اكثر من غيرك.. ريما السؤال المطلوب السؤال الضد الذي كلّت السنتنا ونحن نسأله دون أ، نفكر لحظة بأنه السؤال الضد والمطلوب.
لنعد لهذا السؤال السؤال نعدل في وضعه، نقلبه، أو لأقل لك لأقلب الجواب فيستقيم السؤال، هكذا دون خسائر او جهد ضائع يعدل السؤال الجواب المطلوب، يمنحه فضيلة الصواب، حيث فضيلة الصواب في الأسئلة نادرة ككل فضيلة.
لعبنا كثيراً، لعبنا وقتاً على هذا الشاطئ الخطر المتوسط لعبنا في بستان المتوسط وأغرانا اللعب فلعبنا كثيراً وركضنا كثيراً واختبأنا كثيراً، وكانت رمانة واحدة كافية لأن تلقي ظلها على متوسط الدافئ. تهنا في البستان وجاء ظلام، تهنا ثم لما افقنا لم نكن فيه. لم نكن في البستان غادرناه منذ زمن طويل.
الا ترين، انني، أننا ما زلنا نفتش عنه، هل نفتش عنه ونحن فيه؟ هل هذا هو البستان المدينة، المقهى، الكتاب، الجامعة والمطبعة ونزعة الخريف البحرية وشاعر بيت اده حيث شجر اللحلح ما زال يعاند أحياناً. هل هذا هو أولاد الفلاحين أساتذة في الجامعات، وسائقو المرسيدس أولادهم في الارساليات الأجنبية.
من كثرة ما لعبنا اذكر اننا تهنا عنه ثم صرنا وحيدين غرباء خائفين، نتلفت في كل اتجاه إذا انغلق باب او إذا انفتح باب.
لست فيه لتسألين لماذا ابقى فيه. اجهد حتى اعود اليه لأبقى فيه. ضيعناه ولا يجدينا الا العثور عليه. والا سيجدنا احد يعثر علينا هنا وهناك الى مزرعته ومعله كالأجراء العبيد، وقد يجرنا إذ ذاك الى حروبه وغزواته.
أخاف ان لا اعثر عليه، وأخاف أكثر أن أعثر عليه وقد مات. وأخاف اكثر بكثير ان وصلت ولم استطع المشاركة في التعزية.