Scroll to top

إلى جورج يمين

لا تكتب بالعلم عن جورج يمّين، تدبر لك ريشة أو غزارة أو فرشاة، ثم غطّ الريشة في النسيم وغطّ الغزارة في النهر والفرشاة في الغروب، وحاول أن ترسمه رسماً أو تشير إليه إشارة، ذلك لأن جورج يمين يهلّ ولا يأتي، يغيب ولا يروح، وهو يليق به الانتباه كأن مرّت نسمة، أو خطرت جملة أو لمع رجل وهو يرفل الصفحات.
القلب الذهب الملاك الطيب، كيف يتجاور في صدره مع الشيطان المرض. كيف وهو ينضح شغفاً بالحياة يأتيه شغف الموت به ثم يصطدمان ويكون لاصطدامهما صوت كأنه انكسرت صلاة أو وقع المعنى عن الحصان.
وفي ذروة المهرجان، والساحر يخرج من عبه الشعر والأغاني، ومن أعالي الجبال والساحر يصالح الصخر والماء، وفي كفه نار يرميها للشقاء ليصير أكثر دفئاً وللناس لتصير أكثر حباً، كيف في ذروة الشعر وهو يعزف كالمزامير، كيف يصاب بصدره كأن الطلقة أطلقها رامٍ أعمى.
أحب جورج يمين، قلت له منذ أشهر قليلة بأنه أقوى وسينتصر فتبسم كأولاد العيد وانتعش كطيارة الهواء، وكنت أدري أن الإصابة في مكمن القلب وهي لذلك خطيرة ولماعة.
الضاحك اللطيف، والصديق الخاطف، يصادق لمح البصر لأنه خبير بالناس ويقرأ الممحي حتى من الملامح.
هل ذهب جورج يمين هذه المرّة؟ أظن ذلك، مرغماً وموجوعاً، مرغماً ومصاباً حتى ليليق به البكاء.