Scroll to top

إلى نزار قباني

كأنه الوشم الجميل

وهو ذاهب الى ظلامه المديد، او الى ضيائه المديد، يحمل نزار قباني سكوته الكامل لآخر قصيدة يلوح بها للناس الذين ينظرون إليه وكأنه العلامة، كأنه الوشم الجميل في الذراع العارية للوجدان العربي.
كان يجب أن يسبقه الجواهري الكبير لتبدو الخسارة أوضح، كأن الزمان الشعري الذي هو بقامة قرن كامل، يصاب بالأيام، بشفرة الأيام القاطعة كبرق يفصل في الهواء.
تربينا عليه وانكرناه، تربينا عليه ثم رفعنا في وجهه الصوت. كنا نجادله كأب قابل للقتل في كل حين، عندما يشب الأبناء تدب فيهم روائح الرجال.
في النسيج الحميم للوجدان العربي، للوجدان الشعري العربي، يقيم نزار قباني، ولا يهم إذا كان مات. المهم أين يقيم. ليست لندن مأواه، وليست دمشق مثواه، فهو مقيم أبداً في روح الناس الذين إذا سمعوا الشعر قالوا: آمين.