Scroll to top

شوقي حمزة أغلق الحياة ومشى

هذا الرجل ينام. تعب ونام.
ضحك على الليل، فعلّق في زنده النهار وراح يسهر حتى رشح أنس وسال زمان طيب وكثر من حوله الاصدقاء.
هذا الرجل ينام.
اقترب منه على رؤوس الكلمات. دعه يفرح بسكونه، ذلك اليقظ المنتبه حتى لكأنه حارس الندامى، يجمعهم ثم يديرهم ثم يدير عليهم زيتا يفرك فيه على قلوبهم، ويدير عليهم عنباً كأن هو شهوة الارواح.
هذا الرجل ينام
ليكن صوتك خفيضا من حرير ثمين حتى لكأن الرجل النائم يرتدي حرير الكلام. الخائف من الوحشة، لذلك رمى نفسه في الاصدقاء، رماها في الاهل ورماها في الجامعة. الخائف من الوحشة حتى، وأكاد اقول، حتى كأنه لا ينام.
أتعجب دائما كيف ان شوقي، المفتون ابدا بطبائع النحل، اتعجب كيف استطاع ان يوزع اللسعة بيد والعسل بيد وكان الاصدقاء يقبلون.
الضاحك والعاتب واللاهي والأب والاستاذ معاً في تناغم نادر لا تقدر عليه إلا الهمم الاصلية للرجال الاشداء. حيث الحياة مفتوحة على الرغد والسعد ومفتوحة على البؤس واللّبس، لذلك ينهضون الى الباب. اولئك يعلو بهم الباب.
استاذ المسرح يعلم طلابه كيف يقلدون الحياة، أما هو فكان يذهب إليها ليصنعها على احلى ما تكون المفارقة وأحلى ما يكون الذكاء.
الأب الذي همّ بأن يشتري الحصان، لان مالك طلب منه حصانا.
اين ستضع الحصان يا شوقي. تربطه بالبناية في راس النبع، ام في كفرحتى ام تستأجر له غرفة وسائساً؟
ظل شهرا يفكر في الحصان حتى نسي مالك امر الحصان.
النديم كأنه امهم، والحليب الشراب البياض. صعب غيابه علينا. صعب على ريجينا. صعب على عامر ومالك. على عجل كأن ثمة موعدا مثيرا. وكأنه يضع بسرعة اسئلة الامتحانات الاخيرة في اول الصيف وبعد نقطة الشتاء. الاسئلة الاخيرة للامتحان الصعب:
لزوجته سؤال الأم الشجاعة. لعامر ومالك أن كيف تنمو الاجنحة. وللآخرين كيف تخسرون صديقاً؟
ثم على عجل ايضا يغلق الحياة وراءه ويمشي تاركا للمسرح ان يقول عنه الحياة.