Scroll to top

سنة على غياب الشاعر عصام العبد الله من الشعر جاء إلى عاميته

١٩ كانون الأول ٢٠١٨
المصدر | اللواء

في كل لحظة كان يولد في قلب عصام العبد الله سبب للنزف، فسبب لولادة قصيدة جديدة.
كان ينزف في شريان اللغة، يبلسم بشفتيه جرح الناي ويداوي الآهة التي كانت هي الداء.
أعترف أنه سرق نار الغابة التي تعرت أمامه من الظل، وأنه زرع لغة النّاس بين أثلام أنامله، ونقل أسرارهم من بين خطوط تجاعيد جباههم إلى داخل مزاميره.
تصوره قصيدته وكأنه يُحكي في المهد، لغة تذهب إلى الدهشة من نفسها وصورة قد قميصها من فرط ما أغراها نبي شعره فتعلن انتحارها تحت قدمي الفكرة «الآهة» والمعشوقة والملكة التي رصعت تاجها بأنامله العشرة.
عصام العبد الله غادرت إليه القرى لتتعلم لغتها، رمى بوجه المدينة قلمه فصار صليبها الذي يحيي ولا يميت في المقهى أو على الرصيف، أمام بسطات الكتب المعروضة بسعر الكلفة، أو خلف البلور الذي يسمونه (التلفزيون) أو على مسافة من موعد في طريقه إلى صديق، كل هذه الأماكن كانت عناوينه في المدينة، ومن لا يجده، يقرأه في عدد جريدة «من جرائد الصباح، أو يستمع نادرة» له في مجلس تخلف عن المجيئ إليه.
من الشعر جاء هذا الرجل إلى عامته فأصبحت عامية عصام العبد الله.