Scroll to top

عصام العبدالله في ذكراه الأولى.. ما زال حاضراً

٢١ ديسمبر ٢٠١٨
المصدر | بوسطجي

كأنّه ما زال جالساً في مقهىً بيروتي ناثراً فرح شعره على الروّاد.

الجالسون في “مقهى بوشكين” داخل المركز الثقافي الروسي، كادوا يشعرون بأنّ الزمن عاد عاماً إلى الوراء، لولا تلك الصورة التي تذكّر برحيله.

ها هو عصام العبدالله يلقي شعره كالعادة، على مسمع احبائه المتوافدين إلى حفل تكريمه في ذكراه الأولى:

“جايي تهّز النخل بينقّط بلح… متل الدحى باب الحكي دغري انفتح… ولما طعن الله الرمل… برمح النخل… نوفر بلح احمر… شايف متل ساحر سَحَر دم الرمل سِكّر…”

بضع درجات وردهة تفصل بين “مقهى بوشكين” و مسرح المركز الثقافي الروسي.اتكأ زياد الرحباني على بيانو خلفه صورة عصام العبدالله. الكبيران تعاونا لفترة طويلة، يوم تركا بصمتهما على “إذاعة لبنان”، في بداية الحرب اللبنانية، حيث تعاونا في برنامج “بعدنا طيبين قول الله”، قبل أن يخلّدا الشعر والموسيقى في عمل مشترك، وصفه عصام بأنّه “تتبيلة” شعر وعزف.

حشد من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية والأصدقاء، توافدوا في رحلة حجّ إلى شعر عصام العبدالله، فغصت بهم قاعة المركز الروسي.

الزميلة ريما نجم، التي قدّمت الحفل، ألقت قصيدة مهداة لعصام العبد الله، وكلمات في الراحل الكبير:

“… وهذي الوفود

وقد أمّت صلاة شعرك

تسبّح باسم البيان

وأنت الامام

مدّ التجويد

حتى آخر الزمان

ورتّل

فالشعر صلاة

والكون صاغ لرنيم عرائس الملائك

او معراج تجلٍّ عند باب السماء…”

المدير العام لوزارة الثقافة الدكتور علي الصمد تحدّث، في كلمته، عن عصام شاعر المحكية، وذلك “الجنوبي الخيامي المعتجن من تراب جبل عامل” و”نزيل بيروت التي عشقها منذ نعومة الأظافر وحتى الارتحال عن هذه الدنيا”.

وخاطب الصمد عصام قائلاً “لقد أعدت إلى الشعر المحكي اعتباره، ولكنك لم تكن على غرار معظم القوّالين الذين أفرغوا المحكية من جوهرها الشعري”.

ثم كانت كلمة مقتضبة لسلاف عصام العبدالله، أعلنت فيها عن إطلاق مؤسسة عصام العبد الله، ليُقدّم بعد ذلك فيلم وثائقي عن عصام، تضمّن شهادات فيه من معظم أصدقائه ،كتّاباً وشعراء وصحافيين وفنانين، ومن ثم كانت أغنية كتبها الشاعر الكبير، لحّنها وأدّاها أحمد قعبور.

وفي ختام الحفل اعلن عن جائزة عصام العبدالله للشعر المحكي وتهدف الى تشجيع الشباب على كتابة الشعر و تسليط الضوء على من يستحق منهم.

وسيتم منح الجائزة بعد توافق لجنة تحكيم خاصة تتألف في السنة الاولى من خمسة شعراء محكية لبنانيين يُشهد لهم في ميدان الشعر، ويمكن ان تتغيّر سنوياً، وليس بالضرورة ان تكون ثابتة.