Scroll to top

المقالات

نهر يؤلف الشلال

وصل شعره قبله إلى بيروت. وصلت قصيدته قبله إليّ. أسرع منه قصيدته. أظن أنها كانت بسرعة الصوت إلا قليلاً. أول اصطدام لي بشعر الأبنودي، الخال عبد الرحمن، كان في احدى سيارات الأجرة. الراديو تخرج منه أغنية لعبد الحليم حافظ. انتبهت أن الكلام الذي يغنيه عبد الحليم غريب عن القماشة التي عهدناها في أغانيه. غريب عن
[....]

«إختصر» .. قوس السخرية

أدّعي بأنني قرأت مقالات فيصل سلمان قبل ان يكتبها. والأرجح أنني سمعتها قبل ان يكتبها وينشرها الى يمين الصفحة الثالثة في جريدة السفير. أقول سمعتها لأن فيصل واحد من أعمدة جريدة الهواء. قبل عموده في الصفحة الثالثة له أعمدة يومية دون اجازات، في الجريدة اليومية الرائعة التي هي جريدة الهواء. ما إن ينعقد المجلس ويبدأ
[....]

وأكمن للمارة…. وأكمن للكلام

دعني أعد الى حادثة خلف الأحمر وأبي نواس: نعرف أن خلف الأحمر كان استاذه، ونعرف أنه في يوم دخل أبو نواس على خلف الأحمر وقال له أريد أن أصبح شاعراً، وكانت هناك علاقة ملتبسة بين خلف الأحمر وأبي نواس، فقال له هل أنت مصرّ، قال بلى خذ هذه العشرة آلاف بيت من الشعر، أحفظها كلها
[....]

صباح الخير يا خيام

الصباح الخيامي هادئ ويلسع. ينهض ورد سهل. الأشجار تطلق عصافيرها للغناء، والقطعان تكرج نشطة نحو السهل. تخرج من عينك المسافات حرة وموصولة بالندى تدير الخيام وجهها الى الغرب ولا تصل البحر. أبوها جبل الشيخ وأمها الأخطاء. يتجه الأطفال نحو الصيف، والسيارات نحو المدينة، والمتعلمون الى الجرائد. كهذا تبدأ الخيام. الخيام بعيدة عنك. بينكما حرب وجيوش
[....]

أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام

وقف عربي ماذا لو ادعيت أن لي جيشي من الأيام، وأنني أقود أيامي في حملة لفتح المستقبل؟ وماذا لو اعترفت بان حملتي تعثرت وصرت من الخاسرين ؟ ماذا يفعل القائد في الوقت الصعب والشديد؟ في اليابان كانوا ينتحرون كأجمل ما يكون المهزومون. اما نحن، أما انا، فأقف متعبا يتقدمني خبري وأعطي للعسكر امر اليوم بصوت
[....]

لا اكسسوار يحتاجه الفنان للخلق

فيما يختص بالتدخين ، فأنا استاذ في التدخين لكني لا ارى علاقة بين التدخين و الفنون. اعرف الكثير من الفنانين ، الشعراء خاصة ممن لا يدخنون. اعتبر ان طقوس الشاعر او الفنان بشكل عام حالة داخلية لا علاقة لها بالاكسسوار الخارجي ، قد يبدو ان بعض الاستعراضيين يحاولون ان يكون الاكسسوار جزءا من اللعبة التي
[....]

لعب على شاطئ الخطر المتوسط

أخاف أن يُغمى عليّ من الضحك عندما اكتشف ان احداً ما يفترض انني ما زلت في لبنان، ويسألني على هذا الأساس مستفسراً عن الأسباب التي ما زالت تدفعني للبقاء. يا صديقتي، كنت افترض انك تعرفين اكثر من غيرك.. ريما السؤال المطلوب السؤال الضد الذي كلّت السنتنا ونحن نسأله دون أ، نفكر لحظة بأنه السؤال الضد
[....]

التخطيط المضاد

يجمع اللبنانيون على ان الحرب الممتدة الى ما شاء الله. ما هي الا نتيجة مؤامرة محبوكة ومدروسة ومخطط لها بعناية بالغة. ويجمعون على ان المخطط المشار اليه، لا يخرم "وأن الخططين على مستوى من العبقرية لافت ومميز. ويجمع اللبنانيون أيضاً. من جهة ثانية. على ان التصدي لذلك المخطط الجهنمي. يتم بالفوضى مضاد تتم الغلبة للتخطيط
[....]

يا فخامة الرئيس

لم أكن أرغب في تجاوز المقامات جميعها لأصل فورا الى مقامكم. ولا حاولت ان اعرض مشكلتي على احد قبلكم بسرعة انتبهت الى انك يا فخامة الرئيس الوحيد، المقام الوحيد، الذي يحب ان توجه اليه بالسؤال. لماذا؟ القضية في غاية البساطة. وليتسع صدر فخامتكم، او صدر من ينوب عنكم، في قراءة الرسائل وتلخيصها. ليتسع صدركم. اعرف
[....]

في الاكسبرس

مقهى "جواني" تدخل اليد والى نفسك والى الأصدقاء على ندرتهم! منذ الحرب، أنتي ما زلت تهتد كأفعى اسطورية، تغيرت وجوه الناس ووجوه المحلات وجغرافية الحركة. إنها الحرب التي حولت الروشة الى مرفأ مهجور، تسرح فيه غربان بلحى وقورة وضمائر متمسحة. كراسي "الدولتشه فيتا" هرمة ووحيدة كعجائز الحكايات. طاولة الحاج زهير السعداوي وجمعية "الندمان": ذو الفقار
[....]

برميل السلطة

من يرغب من الاخوة المواطنين في مراقبة مظاهر الوحدة بين البيروتين. سيرى عجبا. ثمة حالة نادرة لا يأتيها الباطل ابداً. إذ كيف لا تكون وحدة عندما تكون المدينة واحدة والسلطة التي تحكمها واحدة ايضاً. يصير الكلام عن البيروتين. خرافة عندما يلاحظ المواطن وحدة السلطة في الجهتين. السلطة الموجودة بكثافة شديدة حتى لهي ترى بالعين المجردة.
[....]

أنا مع النظام الملكي

أظن ان الديمقراطية لباس لا يناسب كل الناس. يفترض أن نبذل جهداً لنستحق لناس الديمقراطية. ولو حصل ذلك ستظل الديمقراطية ناقصة، لأنها قد تعني التسابق الذي يستفز كل القوى. قد ينتخب القطعي جزاراً، وهذا لا يكفي. وقد يوظف المتمول أرصدته لإقامة الحملة الإعلامية متجاوزاً منافسيه. تضطرب العلاقة بين الناس في حال العمل الديمقراطي ولا تستقيم
[....]

القتل للأصحّاء فقط

يثير الربية، ذلك الحنان المفاجئ الذي أصيب به المسؤولون الشرعيون وسواهم. وقد بدأ الحنان واضحاً ورؤوفاً خاصة في الأيام الأخيرة. والمقصود بالحنان، ذلك الحب الغامر للشعب. إذ أن محبة الشعب كانت وما زالت الشغل الشاغل للحكام ومن يملكون سلطة الموت والحياة. وقد ظهرت المحبة الجارفة من خلال تصرف المسؤولين إثر حادثة المفاعل النووي السوفياتي. لقد
[....]

حددوا… واسرقوا

إنها السيارة الثانية. الأولى يرحمها الله، "بيجو" بيضاء اختطفت منذ سنتين. والثانية "داتسون" ذهبية صودرت مساء السبت الماضي، ليست هناك مشكلة حتى الآن، لكن المشكلة هي أن السيارة الثانية بائسة. شبابيك لا تقفل ودبرياج يزحط، وهيكل يحمل بجدارة بصمات الحرب. فلماذا تسرق سيارة وهي في هذه الحالة! ما يزعجك هو ان اللص الذي سرقها رث،
[....]

لي عينان ولا أرى

لي عينان ولا أرى.ولي واقع لا يلمني . اعمى وأستغرب كيف أسير وكيف أقود السيارات وكيف أقود النساء. أو اعد الوطن، وأحيانا أنسى الموعد وأحيانا ينسى الوطن موعدي. يخبرني الاخرون عني وعن الوطن وعن المستقبل . أرى كفا مقطوعة ومثلمة سميتها الوطن. وأراني أتسلق خيط الدم باتجاه التراب أو باتجاه الخراب. يدفعني الكلام الى الكذب
[....]

اختراع

كان ينظر في الكتابة، ثم ينظر في الأصابع، فيرى المتهم، من زمان، كان يحمل القلم مسؤولية كبيرة. كان يشك بأن القلم هو سبب هذا الاحتفال العام بالحبر. ولماذا كان ينظر في الأقلام، طولها وعرضها، وألوانها وأسمائها وأسعارها، كان يلفته ما يريب. وكان كلما كتب، فكأنه يمتحن القلم. لذلك، أخذته فكرة اختراع قلم جديد. أخذ ورقة
[....]

شقة في الوطن

لم يكن أحد يظن بأن البناية ستبقى. كان الطيران الإسرائيلي يصوب على البنايات ومن فيها. كان يقصف عاصمة فلسطين المؤقتة، ويهدمها حجراً حجراً. وبنايته البناية التي يقطن فيها، كانت موجودة بالصدفة في قلب عاصمة فلسطين المؤقتة ي منطقة جامعة بيروت العربية. بعيداً كان يتساقط أخبار البناية. وكان كلما أشتد القصف في الإذاعات، كان يتخيل بيته
[....]

صولد

كان يتسلق رجليه، ثم يمشي، وكان يتلطى خلف عينيه، ثم يرى، وكان يقيم في ثيابه الشاسعة. للمدينة الشتوية ملامح العجائز التصابيات. مدهونة بالواجهات على خواء عاجز. وكان كلما ارتكب الشوارع، وكلما اطلقها من حذائه، يكرر تكراره المميت. تلفته الواجهات الخادعة. تلفته الزينة المفتعلة. كلمتان كانتا تترددان على زجاج الواجهات، باللاتينية المزركشة، وبقليل من العربية الأنيقة.
[....]